رغم ضغط النقابات والأحزاب اليمينية في إسبانيا.. ارتفاع نسبة المبادلات الفلاحية مع المغرب تجاوزت 40 في المائة
يبدو أن متزعمو الحملة الممنهجة منذ أشهر ضد المنتجات الفلاحية المغربية الموجهة إلى سوق التصدير، والمطالبين بإدراج بند "المرآة" لتشديد عمليات المراقبة على الحدود الأوروبية لم ينجحوا في استهدافهم الاعلامي للمغرب، والتشويش على علاقات التعاون بين المملكتين في هذا القطاع الذي عرف ارتفاعا ملحوظا في نسبة المبادلات التجارية في غضون الخمس سنوات الأخيرة ببلوغه سقف 40 في المائة وفق ما أظهرته المعطيات الرسمية التي قدّمتها وزارة الفلاحة الإسبانية وهي تؤكد استمرار تسيّد المغرب قائمة كبار موردي السلع إلى إسبانيا.
وكشفت وزارة الفلاحة، بمناسبة الافتتاح المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب حيث تشارك إسبانيا كضيف شرف أن صادرات الأغذية الزراعية وصيد الأسماك من إسبانيا إلى المغرب ارتفعت بنسبة 8.3٪ في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، كما بلغت هذه المبيعات، 733.101 طن، 1.155 مليون أورو العام الماضي، وهو ما يعني أنه منذ عام 2019، تضاعفت هذه المبيعات ثلاث مرات تقريبا، أي بزيادة قدرها 135 في المائة، وفقا للوزارة الإسبانية
وكشف المصدر ذاته، أن الصادرات الإسبانية إلى المغرب سجلت رقما قياسيا تاريخيا سنة 2023 بقيمة 12,146 مليار أورو، أي بزيادة 3,3 في المائة مقارنة بسنة 2022، وهو أعلى بكثير من نمو المبيعات الإسبانية على مستوى العالم.
وبهذا، تكون إسبانيا المورد الرئيسي للسلع والخدمات للمغرب بحصة تبلغ 14 في المائة، فيما تستورد من المغرب أساسا المعدات الكهربائية والملابس والمعدات ومكونات السيارات وإكسسواراتها والأسماك.
ومُقابل مواصلة النقابات الفلاحية حملتها لاستهداف المنتجات المغربية، وارتفاع المطالب المحلية للمزارعين والمنظمات المعنية بالقطاع بإدراج بند "المرآة" لتشديد عمليات المراقبة على الحدود الأوروبية، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، إن المملكتين اتفقتا على تعزيز التعاون والعلاقات التجارية بين المقاولات المغربية والإسبانية، وكذا تبادل التجارب والخبرات بما يعزز مواجهة التحديات المشتركة في مختلف المجالات المرتبطة بالفلاحة.
المسؤول الحكومي الإسباني، الذي حل بالمغرب ليُمثل بلده إسبانيا ضيف شرف هذه النسخة من المعرض الدولي للفلاحة، عبّر عن امتنانه لهذه المشاركة "الاستثنائية" التي تكرس المستوى المتميز لعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الفلاحة، وذلك تأكيدا لمداخلة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الأسبوع الماضي أمام البرلمان، وثنيه على "تميز" علاقات التعاون مع المغرب في كافة المجالات، وبلوغها أفضل مستوياتها خلال العقود الأخيرة.
واعتبر المتحدث أن، مشاركة إسبانيا في المعرض والاجتماعات التي سيعقدها بهذه المناسبة مع نظيره المغربي محمد الصديقي، تندرج بالتحديد في إطار هذه الديناميكية التي تعيشها علاقات التعاون بين البلدين وتصميمهما على تطويرها بشكل أكبر، لا سيما في مجال الصناعات الغذائية.
ونوّه المسؤول الحكومي الإسباني، بمستوى التعاون بين البلدين الذي حقق تطورا مستمرا مع انتعاش كبير للغاية في المبادلات التجارية التي ارتفعت بنسبة 40٪ خلال السنوات الخمس الماضية، مما سمح لإسبانيا بالارتقاء إلى مرتبة الشريك التجاري الأول للمغرب، مشيرا إلى أن إسبانيا حاضرة بقوة في المغرب من حيث الاستثمارات في القطاع الفلاحي، كما يتضح من مشاركة 35 شركة إسبانية في المعرض الدولي للفلاحة 2024.
وقد نمت الصادرات الإسبانية، بوتيرة مطردة بفضل "نمو القدرة التنافسية للإنتاج الإسباني من ناحية، وبفضل عملية انفتاح البلاد ومكانتها كوجهة للاستثمارات الأجنبية من ناحية أخرى" وفق تعبير الوزير الإسباني، الذي أكد أن بلاده حاضرة بقوة في المغرب من حيث الاستثمارات، بوصفها الشريك التجاري الأول للمغرب، كما يروم البلدان النهوض بالتجارة والاستثمارات بجميع أنواعها بين البلدين للاستثمار في مشاريع فلاحية مبتكرة من خلال الاستخدام الأكثر ذكاء للموارد، وخاصة المياه.
وكان الوزير لويس بلاناس حاضرا في حفل افتتاح الحدث الذي يمثل فرصة جيدة "لتعزيز وجود المنتجات الإسبانية في المغرب وإقامة تحالفات تجارية متينة مع الدول الأفريقية الأخرى لفتح أسواق جديدة للتصدير".
ويحمل المعرض الفلاحي، الذي يقام في مكناس إلى غاية يوم الأحد، شعار المناخ والزراعة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة ومرنة، كما يعتبر من أرقى المعارض في شمال إفريقيا، وقد افتتحه ولي العهد المغربي مولاي حسن ، الذي زار الجناح الإسباني حيث استقبل الوزير بلاناس.
ويستضيف معرض SIAM تمثيلاً تجاريًا إسبانيًا مهمًا من بين 1400 عارض من 70 دولة ومن المتوقع أن يمر من خلاله أكثر من 900000 زائركما تسعى الشركات الإسبانية إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع شركات في القارة المجاورة وتوسيع المبيعات في ما أصبح ثالث أهم سوق خارج الاتحاد الأوروبي للمنتجات الإسبانية، بعد المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وأظهر الميزان التجاري رصيدا مواتيا لإسبانيا بقيمة 3.114 مليون يورو، بحسب بيانات وزارة الزراعة.
ويشهد المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي حلت إسبانيا ضيف شرف نسخته السادسة عشرة، مشاركة ما يقرب من 1500 عارض من 70 دولة هذا العام، ومن المتوقع أن يجذب أكثر من 900 ألف زائر.
وذكر بلاغ وزير الفلاحة والصيد البحري والأغذية الإسباني، لويس بلاناس، الذي شارك في تدشين هذا المعرض أن إسبانيا، بصفتها ضيف شرف، تمتلك جناحا يضم تمثيلا هاما للشركات الإسبانية، يغطي مختلف مراحل الإنتاج الفلاحي (المدخلات الفلاحية، المشاتل، تكنولوجيا الري، التبريد الصناعي، وغيرها).
وتعد مشاركة إسبانيا في هذا المعرض أيضا فرصة لإظهار ليس فقط أهميتها كفاعل رئيسي في الأمن الغذائي، ولكن أيضا إمكاناتها من حيث تطوير التكنولوجيا والابتكار المرتبط بالقطاع الأولي، وفقا للمصدر ذاته.
وأشار البيان إلى أن الحكومة الإسبانية بلورت برنامجا شاملا للفعاليات والندوات طوال فترة المعرض لمناقشة القضايا ذات الاهتمام الأكبر للقطاع الفلاحي، مثل الابتكار والاستدامة وتغير المناخ وإدارة المياه وكيف يمكن أن تقدم التقنيات الجديدة حلولا لتحديات المستقبل وضمان ربحية المزارع.